السبت، 11 أبريل 2015

كهف الهوتة

كهف الهوتة





كهف الهوتة، كهف طبيعي عملاق عظيم الاتساع يقع في ولاية الحمراء بالمنطقة الداخلية بسلطنة عمان. اكتشفه السكان المحليون منذ مئات السنين ونسجوا حوله الأساطير لغرابة الأشكال الطبيعية فيه من الصواعد والهوابط المتشكلة من تكلس الأملاح الذائبة في مياه الأمطار التي شكلتها على مدار ملايين السنين والتي تتعدد ألوانها وأشكالها، وعمقه الكبير وتم افتتاحه كمزار سياحي في شهر ديسمبر من عام 2006. يمتد الكهف لمسافة 5 كيلومترات تحت الأرض، أما المسافة التي يمكن الدخول إليها هي 860 متراً تبدأ بعدها البحيرة التي تمتد لمسافة 4 كيلومترات، وتتطلب لاجتيازها تجهيزات خاصة، بالإضافة إلى صعوبتها على معظم الزوار حيث تصل درجة الرطوبة في بعض مناطق من هذا الجزء إلى 90%.
تم تسمية الكهف بذلك الاسم نسبة إلى قرية الهوتة التي يقع الكهف ضمن نطاقها.
تبدأ الرحلة داخل الكهف بقطار يأخذ الزوار من الاستقبال في رحلة تقرب من الخمس دقائق بين مناظر الجبال والوديان إلى فم الكهف ثم بعد ذلك تتابع الرحلة مشياً على الأقدام في رحلة دائرية وحتى الخروج من نفس المدخل مرة أخرى. مدة الرحلة 40 دقيقة.
تختلف درجات الحرارة داخل الكهف من البرودة والرطوبة حسب الصعود والارتفاع واتساع المكان وضيقه.






تقع في نهاية الجزء الذي يمكن زيارته على الأقدام بحيرة تمتد لمسافة 5 كيلومترات وعمقها المعروف هو 20 متراً إلا أن هناك أجزاء تصل بها العمق لأكثر من ذلك. بها نوع نادر من الأسماك العمياء الصغيرة ذات اللون الوردي الشفاف لدرجة يمكن معها رؤية الهيكل العظمي لتلك الأسماك الصغيرة. وتجرى دراسات لاكتشاف مدى إمكانية تطوير الكهف في الجزء الذي تشغله البحيرة الطبيعية.
يستخدم نظام لضخ المياه لموازنة مستوى سطح الماء داخل الكهف والذي بدونه يمكن أن يغطي جزء كبير من الكهف في موسم الوديان والسيول. ويقع كهف الهوته قريبا من قرية بني صبح السياحية بولاية الحمراء حيث تعتبر هذه القرية من الأماكن السياحية الجميلة ويوجد بها وادي شعمى ووادي العبري وغيرها من الاودية الحلوة المناظر كما أنه يوجد بها حارات قديمة مبنية بالطوب وكذلك يوجد بها مسجد وقبر الشيخ أبي الحواري ويوجد بها عدة مساجد تراثية وتعتبر من القرى القديمة الموغلة بالتاريخ مناظرها خلابة


مسفاة العبريين

مسفاة العبريين



مسفاة العبريين، قرية عمانية تابعة لولاية الحمراء ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر نحو ألف متر وتتميز بأزقتها ومبانيها التقليدية والمباني الطينية العالية التي لا يزال يقطنها الأهالي. كما تتميز بمدرجاتها الزراعية الجميلة التي تلتف مع المباني القديمة حول الجبل الذي يحتضنها بحنان وأكسبتها هذه السمات جمالاً وشهرة.
ومسفاة العبريين قرية تجلت فيها هندسة القرى القديمة مع الجمال الطبيعي الأخاذ، حيث استطاع سكانها جعل قريتهم واحة خضراء من خلال مزارع النخيل التي تمتد لتغطي الكثير من طبيعة الجبل القاسية.كذلك أعطت تدرجات الحقول الزراعية الكثير من الروعة لهذه القرية الجميلة التي يطلق عليها “واحة الجبل” بسبب بيوت حارتها القديمة الموزعة على منحدرات جبل شمس الذي يحتضنها والتي زرعت بيوتها بطريقة خلابة فوق الصخور.
عندما تهم بدخول القرية تصادفك بوابتها الصامدة لتحكي قصة هذا المكان الذي تعاقبت عليه الأجيال منذ مئات السنين ويعلوها بناء حجري يربو فوق صخرة مرتفعة يطل بارتفاعه على المدخل الرئيسي للقرية. وهذا النموذج من البناء يلاحظ كثيرا في القرى المزروعة في الجبال الصخرية حيث يستفاد من الصخور العالية في بناء المنازل التي بنيت في معظمها من الحجارة والطين.
من البوابة ندخل الى حارة ضيقة تتوزع حولها المنازل العالية التي تعطي صورة رائعة في هندسة الأبنية القديمة وتظهر البراعة في الاستفادة من الصخور الموجودة في المكان كجزء مكمل لبناء بعض المنازل.
ورغم الطبيعة التي يتركها توزيع البيوت فوق الصخور أو مشاركة الصخور في بناء هذه البيوت إلا أن البيوت القديمة متقاربة من بعضها وتبدو وكأنها في حالة عناق ومصافحة دائمة.
وبعد عبور الحارة القديمة التي تنتشر حولها البيوت الطينية المعلقة فوق الصخور العملاقة تجد أمامك مزارع النخيل التي تقع أسفل القرية، حيث تشاهد هناك المدرجات الزراعية التي لا زالت تحتضن العديد من الزراعات من مختلف أنواع الأشجار من النخيل والليمون والموز والرمان والسفرجل وبعض أنواع المانجو وغير ذلك من الأشجار المثمرة.
ومن أشهر معالم مسفاة العبريين بيت البيتين الذي يعد من أقدم وأهم المباني الأثرية في القرية لضخامته، إذ يرتفع لأكثر من طابقين ويقدر عمره بمائتي عام. ورغم السنين والظروف الجوية لا يزال صامدا ومحافظا على كيانه وعندما نقول إن القرية واحة جبلية خضراء يجب أن يكون هناك مياه لري وسقاية هذه الحقول والمزارع. وهذه المياه الموجودة فعلاً وتأتي من فلج المسفاة الذي تتفرغ منه العديد من السواقي تنحدر باتجاه الحقول والمزارع الواقعة في المدرجات السفلية للقرية. ويوجد عند نهاية الحارة حوض كبير لجمع مياه الفلج التي أصبحت مكاناً لسباحة ولعب الأطفال.
ويواصل الفلج جريانه من هذه البركة الى الحقول الزراعية عبر المدرجات الزراعية، ويضفي صوت خرير المياه وهي تسير عبر السواقي والفلج لتصل نحو الحقول جمالاً وأصواتاً طبيعية رائعة ويسلك الطريق الموصل الى الحقول طريقاً محاذياً لمسار الفلج الذي حفر قسم منه في الصخور، وينبع الفلج من مكان قريب من القرية. ولعل أجمل المناظر وحتى الأصوات الطبيعية تلك التي تختلط بحفيف أوراق الأشجار وتشابك الأغصان للأشجار مع خرير الماء المنسكب والمنحدر بين الصخور، خاصة عند المواسم الممطرة بشكل كبير.
وأفضل موقع لمشاهدة قرية مسفاة العبريين والاطلاع على جمالها وطبيعتها الفريدة منطقة السببان في الجهة الجنوبية من القرية، وبالتحديد من جهة المساكن الحديثة، حيث يمكن من هناك مشاهدة مدرجات الحقول الزراعية الخضراء ومن فوقها البيوت الطينية الأثرية المعلقة، إضافة للعديد من الآثار التاريخية العديدة التي تزخر بها ولاية الحمراء.
وكغيرها من القرى العمانية تجمع مسفاة العبريين ويتداخل فيها البناء القديم مع الحديث. وتدخل فيها الهندسة المعمارية بكل فنونها سواء من خلال الأبنية الرائعة، أو الهندسة الزراعية الكامنة في المدرجات الزراعية وفي السواقي المتعرجة التي شقت طريقها بناء على مفاهيم هندسية كان هدفها ايصال المياه الى كافة الأجزاء من هذه الواحة الجبلية الخضراء.
والقرية ما زالت تعيش الحياة اليومية نفسها القائمة على العمل والنشاط من خلال العمل الدؤوب في المدرجات الزراعية وذلك نابع من تعلق الناس فيها بقريتهم التاريخية وارتباطها الكبير بها.